[]الهوة بين الفكرة والتنفيذ
على هامش صورة محاولة لتصوير اللامرئي
التفكير بحد ذاته حالة ابداعية، حتى ان الفلاسفة ربطوا التفكير بالصيرورة والوجود، وقال ديكارت مقولته المشهورة: انا افكر فانا موجود.
والتفكير، حتى بصيغته كنشاط عقلي بحت، مرتبط باللغة. ولا يمكن ان تنشأ الفكرة وتتطور بدون اداة تحميلها الا وهي اللغة.
ولكي تصبح هذه الافكار اكثر جدوى نحتاج الى ان تجد معانيَ ومعايير تنظمها. وهنا تدخل الفلسفة لتكون فنارا تستدل به السفن المبحرة في حلك الظلام.
وعندما نتحدث عن الفن الذي هو نتاج فكري بالدرجة الاولى نستطيع ان نقول اننا نحتاج الى لغة متطورة والى نظرة فلسفية للوجود.
ولا يتوقف الامر عند هذا الحد وانما ينبغي ان يكون الفنان ذا رؤية متفردة. هذا كله ونحن ما زلنا بصدد الفكرة.
ولكي توظف هذه الفكرة في بناء فني جيد تتدخل عوامل كثيرة منها الموهبة والمعرفة المتخصصة في ذلك الفن وادوات التنفيذ كالآلات الموسيقية والالوان والكاميرات وغيرها.
فليس البناء الفني مجرد افكار متناثرة، ولا يمكن قياسه او تقييمه بكمية الافكار المزدحمة في رأس صاحبه ولا بالطاقة المستهلكة في انتاجه وانما بما يشع به هذا العمل من فكر وطاقة.
فان عانى احد المصورين او الرسامين في تصوير او رسم حيوان مفترس وقد قضى اياما وليالي في ظروف مناخية وبيئية صعبة لا يعني هذا اطلاقا اضافة خاصة لتقييم العمل وانما قد يكون لتقييم صاحب العمل.
وعندما طرحت صورة: محاولة لتصوير اللامرئي، اردت ان اقول ان محاولاتي لتصوير كائنات من بنات افكاري لن يجدي نفعا اذا لم استطع ان اجسدها في منظومة فنية تستطيع ان تطرح نفسها بشكل مستقل عن نواياي وطموحاتي.
وان هذه الهوة بين ما اروم اليه وما احققه (بين الفكرة والتنفيذ) تحتاج لردمها الى ادوات ووسائل تقنية ومعرفية تستطيع ان تضع المتلقي عاملا فاعلا فيها.
تقبلو تحياتي ابو العز[][/]